الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 12:01

الأزمة الأردنية وسيرها في طريق الحل

بقلم: الشاعر والكاتب د. رافع حلبي

د. رافع حلبي
نُشر: 07/04/21 17:59,  حُتلن: 19:48

تناقلت الصحف ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وبغزارة، الأحداث والأقاويل في الشارع الأردني حول انقلاب للحكم فيها، إلا أن المؤسسة الأردنية العقلانية الواعية وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله بن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، باستطاعتهم وعلى الفور مع الشعب الأردني الأبي احتواء المشكلة دون الدخول في القلاقل داخل البلاد، هذا وبما أن المشكلة سببها أو يقف في مركزها الأمير حمزة بن الحسين ولي العهد السابق، وأخ جلالة الملك عبد الله بن الحسين، (تمت تنحيت الأمير حمزة من منصب ولي العهد في العام 2004) ومنذ ذلك الحين كان وما زال طوع أخيه جلالة الملك عبدالله، كما تناقلت وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، الخبر عن انقلاب ضد الحكم في المملكة الأردنية الهاشمية، هذه قضية داخلية وتخص أبناء الأسرة الهاشمية الواحدة، وعليه ستحل أو هي اليوم في طريقها للحل والمصالحة داخل القصر الملكي الهاشمي دون أي تدخل للشعب أو لشخصيات من خارج المملكة، هذه القضية داخلية فقط ولا يقف من ورائها أي تنظيم سياسي أو ديني أو دولة، وساقبة هذه الأمور مع حلول العديد من المشكلات في أوساط الشعب الأردني في آن واحد.

علينا جميعاً، أن لا نتجاهل ولا ننسى شخصية لربما هي الشخصية الأهم في الأردن بعد جلالة الملك عبدالله الثاني، ألا وهي شخصية الأمير حسن بن طلال عم جلالة الملك عبدالله وشقيق الملك الراحل الحسين بن طلال رحمه الله العلي القدير، فللأمير حسن حضور دائم عند كل أبناء الشعب الأردني، وتقدره وتحترمه كل أوساط الشعب، فهو تعامل معهم وتعرف إليهم وحل مشكلاتهم الصعبة المعقدة، وخدمهم من خلال المناصب التي تقلدها وبقي أميناً وفيا مخلصاً صادقاً لشقيقه الراحل ولجلالة الملك عبدالله الثاني، من دون أن يثير أي نقاشات أو جدل، فصموده وسكوته وتقبله بتقدير واحترام لجلالته من أجل الشعب الأردني والأردن الوطن أولاً والأسرة الهاشمية ثانياً، وهذا يدل على شخصيته القيادية المتميزة البارعة التي يتحلى بها، الأمير حسن قادر على حل المشاكل في الأسرة الهاشمية الواحدة، ومشاكل جمة في صفوف أبناء الشعب الأردني، وعلى جلالة الملك عبدالله بن الحسين انتهاز الفرص والتوجه للأمير حسن، والاستفادة من تجربته الحياتية الواسعة والتي لا تقدر بثمن، من أجل صرف ذات البين في هذه الأزمة وغيرها، ومن أجل الشعب الأردني والوطن والأسرة الهاشمية.


ولي العهد السابق الأمير حمزة بن الحسين، يقف وبدون أي نية أو قصد سيء ورغماً عنه، في مركز الأمور عند أوساط الشعب الأردني الذين على ما يبد هم ليسوا بالمشجعين لجلالة الملك عبدالله ابن الحسين، وهذا يفهم بأن الأمير حمزة أشبه بحائط المبكى لهذه المجموعة، نحن لا ننكر هناك أسباب كثيرة أدت للوصول بالأردن لهذا الوضع غير العادي، فالأردن مع جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين مرا بأزمة الربيع العربي من دون أي مشكلة تعتري طريقهم في المملكة، وهذا لأن جلالة الملك عبدالله ابن الحسين ملكاً محبوباً في كل أوساط المجتمع الأردني وهذا التقدير وهذه المحبة لا تقتصر على قبيلة معية أو عشيرة أو مدينة أو قرية، بل هذا هو الحال عند الغالبية العظمى لأبناء الأردن، هذا ولا يمكننا تجاهل الأوضاع الصعبة من النواحي الاقتصادية أولاً وخاصة، ومتسع العيش الضيق في الأردن ثانياً، وثالثاً انحلال في صفوف المجتمع عامة وتفشي الجريمة والسرقة، بسبب ضيق العيش، المواطن الأردني بات يشعر أنه بحاجة لرغيف الخبز ولتأمينه لأسرته قبل كل شيء، من دون الدخول في تفاصيل عن الأسباب التي أدت لذلك، فالأردن بلد نامي وفقير ليست لديه أي ثروات طبيعية أو مدخرات للدولة والحكومة، لذلك يؤثر هذا الأمر بشكل مباشر على الأوضاع الآخذة بالاستياء يوماً بعد يوم، ومن الممكن التأكيد أن الإغلاق لمصادر الرزق كالسياحة والتجارة وغيرها، لمدة سنة كاملة بسبب جائحة الكورونا، هي السبب المباشر للأوضاع غير السهلة والتي عقدت ظروف المواطن أكثر فأكثر، وهذه الأوضاع عامة عند كل دول العالم، وشعوب أهل الأرض قاطبة.

هناك أناس كُثُر مُسْتاؤون من الأوضاع التي باتت عادية لدى الجميع على كل ربوع المملكة، ولكن من لا يملك المقدرة المادية لمواجهة الحياة مع أسرته يُعَبِّر عن هذا الاستياء ومن حديثه يُفْهَم أنه لا يقف في صف جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، بالرغم من أن العاهل الأردني يقوم بواجبه اتجاه الشعب والوطن كما قام والده المرحوم الملك حسين بن طلال رحمه الله العلي القدير وأسكنه فسيح جناته، وأطال بعمر جلالة الملك عبدالله الذي يسعى جاهداً لتأمين متطلبات الشعب وحماية الوطن، إلا أن جائحة الكورونا التي اجتاحت العالم بأسره لم تترك مجالاً لتقدمت الحلول لأبناء الشعب الواحد والذي بات يعبر عن رأيه الصريح بكل حرية، بفضل الحريات التي منحها جلالة الملك عبدالله للشعب على كل ربوع الوطن الأردني.

القضية ليست معقدة للغاية، وإنما تجد طريقها للحل في الأيام القريبة، والمصالحة بين أفراد الشعب الواحد المكون من منظومة عشائرية لها كراماتها وعاداتها وتقاليدها، أفضل بكثير من أي تمزق وتشتت وتفرقة في صفوف الشعب الأردني الواحد، فما بالكم أن الخلافات البسيطة هذه بين أبناء البيت الواحد في الأسرة الأردنية الهاشمية، فالحل والمصالحة أسهل بكثير.

أدام الله تعالى، الأردن شعباً ووطن تحت رعاية وراية عاهل الأردن جلالة الملك عبد الله بن الحسين، الذي ينهج نهج أبيه في العمل والجد والنشاط والذكاء والتسامح والتعامل العقلاني في مجمل القضايا التي تهم الشعب والوطن، وهو يخدم المجتمع والشعب الأردني بتضحية وتقديم وعطاء.

 دالية الكرمل 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة