الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 23:01

غياب تحضيرات وخطط عمل للنواب العرب في الانتخابات المقبلة/ بقلم: خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 18/03/19 18:10,  حُتلن: 21:24

خالد خليفة في مقاله:

السبات وعدم الاكتراث في المجتمع العربي والجماهير العربيّة هو سيّد الموقف، ومن الواجب تحريك الشارع العربيّ بخطة عمل ولو أنها قصيرة الأمد

النواب العرب وعلى الرغم من الوقت القصير المتبقي لهم، فإنهم يتعاملون مع الوقت كـ " Just another day " وكأن الأيام تمر مرّ الكرام

هذه حقبة حساسة وحرجة ونريد من النواب العرب خططًا جديّة لحل مشاكلنا وبشكل جذريّ

لقد بدأنا في العدّ التنازلي لانتخابات ابريل 2019، فلم يبقى سوى 20 يوما على موعدها الرسميّ، وبالرغم من ذلك فإننا لا نرى خطة عمل وتحضيرات جديّة في الأفق.
أما اليوم وبعد أن أقرت المحكمة العليا السماح للتجمع والإسلامية بخوض الانتخابات فإننا نرى نوع من تنفس الصعداء عند هذه الأحزاب، حيث أن هذه الخطوة تعتبر خطوة مشروطة وستشطب هذه الأحزاب كل معركة انتخابية جديدة إلا أن تقرّ المحكمة العليا بالسماح لهم مرة ثانية بخوض السّباق ، بمعنى انّ هذا الخوض هو مشروط ويجدد كل 4 سنوات وعلى القيادة العربيّة ان توضّح هذه العلاقة بمفاوضاتها مع المؤسسة الحاكمة ولا تستجدي وبشكل مستمر السماح لها بخوض الانتخابات بلّ أن يكون هذا الخوض أمرا دستوريا وواضح المعالم وليس مشروطا كل حملة انتخابيّة بالسماح لليمين المتطرف والكهانيين بخوض الانتخابات. ومن هنا جاءت أهمية القائمة المشتركة والتي تنازل وحطمها عنها كافّة الأقطاب حيث أقاموا تحالفات مبهمة وغير واضحة .
مهما يكن فأن السبات وعدم الاكتراث في المجتمع العربي والجماهير العربيّة هو سيّد الموقف، ومن الواجب تحريك الشارع العربيّ بخطة عمل ولو أنها قصيرة الأمد كي يقنع العدد الكافي المتبقي من الناخبين للذهاب إلى مراكز الاقتراع يوم الانتخابات ، واذا فحصنا وبنظرة خاطفة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي للنوّاب العرب كعودة والطيبي ومطانس وعبّاس منصور، يتبيّن لنا وبشكل قاطع أنهم لا يملكون خطة عمل متكاملة وواضحة المعالم للانقضاض على الصوت العربي بل نراهم يمجدّون نشاطاتهم ويتمحورون حول أنفسهم فأغلب حساباتهم الشخصيّة تتعاطى مع أمور افتراضية لا تمت واقعنا العربيّ بصلة بل هي إعادة تكرار لمقابلات قد نشرت في السابق بدون ان يكون برنامجهم واضح . هذا وسكت صوت أعضاء التجمع والإسلامية تماما خلال الثلاث أسابيع الأخيرة عندما شطبت لجنة الانتخابات قوائمها ولم يقوموا بأي برنامج عمل يتواصل مع الناخبين ، كما أنهم لم يوقعواعلى اتفاقيّة تقاسم فائض الأصوات بين الحركتين المتنافستين، الأمر الذي عمّق هجوم الأحزاب الصهيونيّة في تلك الفترة على أصوات الناخبين العرب . فها نحن نرى كحلون يقوم بزيارات ليلة سريعة وخاطفة الىكابول ونحف مثلا، للتفاوض مع مقاولي الأصوات ، وقد رصد قبل أسبوع في حلقة بيتيّة في كابول ، كما يتفاوض افي جبّاي من حزب العمل مع مرشحة الحزب من العبنه الهام خازن ، وصالح سعد من بيت جن للحصول على 23 ألف صوت عربيّ كان قد حصل عليها في الانتخابات الماضية في عام 2015. وفي اتصال هاتفي مع الهام خازن من البعنه – حيث أطلعتها على ان حزب العمل لم يضع عربيّ كان مسلما، مسيحيا او درزيا في مكان مضمون بل أمطر الوعود عليها وعليهم وفي النهاية انتخب عربيا في المكان السابع عشر وهو مكان غير مضمون بتاتا أيضا ، وعندما سالتها هل ستصوتون وتدعمون حزب العمل؟كانت واثقة باجبتها بأننا سوف نصوت لحزب العمل لأنه حزب ذا سياسة مستقرّة نتعامل معه منذ عشرات السنين .وفي الشق الأخر في الساحة السياسة يتجول نتنياهوعلى الرغممن انه يشغل منصب رئيس الوزراء وقيادة الليكود يوميا في كافة أنحاء البلاد بالزيارات والحلقات البيتية ،حيث نراه يحرض على الفلسطينيين في مفرق اريئيل بعد مقتل الجنديين الإسرائيليين ببث مباشر وحيّ هناك وتارة أخرى على العرب بقوله ان إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي ويرجع أصل العرب الى 22 دولة عربية، وفي اليوم التالي نراه في شديروت وبعدها في هضبة الجولان. كذلك الأمر بالنسبة لحزب جانتس-لبيد (ازرق ابيض) والذين يتجولون أيضا في كافة أنحاء البلاد لكسب الأصوات.

أما النواب العرب فعلى الرغم من الوقت القصير المتبقي لهم، فإنهم يتعاملون مع الوقت كـ " Just another day " وكأن الأيام تمر مرّ الكرام، فقبل كل معركة انتخابيّة يجب ان يتوفر برنامج عمل واضح يعطي لكل طرف دور في هذا البرنامج ، فعلى صعيد التعاون بين الجبهة والعربية للتغيير فأننا لا نرى أي تنسيق وتعاون ملفت للانتباه بينهما ، حيث ان أيمن عودة لا يظهر ولو لمرّة واحده مع احمد طيبي ولا يذكره في اي مقام انتخابيّ على عكس الثلاثي لبيد ، جانتس ويعلون، كذلك الأمر بالنسبة لأحمد طيبي والذي يركز على نجوميّة ألطيبي فقط، وخاصة في الشارع اليهودي ، حيث انه يظهر وبالاساس باللغة العبرية يوميا ليحاكي الشارع الإسرائيلي ولا يحاكي الشارع العربي المؤيدين له، فهو يظهر وتقريبا بشكل يوميا في القنوات الإسرائيلية ولا يظهر في الإعلام والقنوات العربيّة ، كما ان ظهوره في القنوات الإسرائيلية ظهور غير ناجح في بعض الأحيان كما حصل مع اليميني راني راهف وشارون جال إضافة إلى نير جلبوع والذي هاجمه وهاجم العرب بشكل عنيف في عقر بيته .
أما التجمع وبعد سبات عميق، فلا نرى عنده اي تحضيرات جديّة للانتخابات سوى مفاوضات مازن غنايم مع علي سلام والذي لا نعرف إذا كانت ستسفرت عن اي نتائج تذكر، حيث اننا لا نسمع للثنائي غنايم وشحادة وآخرين اي تواجد في الشارع العربيّ وكذلك الأمر بالنسبة للحركة الإسلامية ،والتي لم تعرض اي خطة جديّة سوى مفاوضات هنا وهناك مع بعض مقاولي الأصوات الغاضبين من الأطراف الأخرى لكي يصوتوا لهم.

أننا نرى في هذه الحقبة، حقبة حساسة وحرجة ونريد من النواب العرب خططًا جديّة لحل مشاكلنا وبشكل جذريّ، فحوادث العنف و العمل والتي تحصد عشرات الضحايا في العام ، فأننا لا نرى من النواب العرب سوى نعي على مواقع التواصل الاجتماعي ، بحيث أن عليهم أن يقترحوا خطط جدية تتوازى مع الحدث، الحدث الضخم الذي يودي بحياة العشرات من شبابنا وبناتنا ، فمثلا في حوادث العمل يمكن العمل على سن قانون لإجبار المشغلين على تأمين العمال بالملايين بحالة الإصابة بحادث وان يسمح للعرب بشراء الشقق السكنيّة في مدن ومستوطنات يهوديّة يبنيها العرب كحريش والعفولة ، وان لا يقبل النواب العرب الوضع القائم والمتمثل بمنع العرب في هذه البلاد بالسكن في مدن يهودية بناها ومات من اجلها العرب أصلا.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة